الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

هل اشتقت الى الرسول (صلى الله عليه وسلم) ؟

هل اشتقت الى الرسول (r) ؟

    أحدُ طلبة العلم يشكو إلى شيخه أنه يريد أن يرى النبي (r) ولكن هناك ما يحول بينه وبين هذه الأمنية: فيعلمه هذا الشيخ كيف يرى النبي (r) في المنام .
     فقال له: أنت مدعو عندي لتناول العشاء هذه الليلة، وذهب الطالبُ لشيخه و أستاذه، فقدم له الطعام، وأكثر في الطعام من الملح فكلما طلب الماء قال له: كُلْ, ومنع عنه الماء، وزاد له في الطعام حتى اشتاق للماء، ثم قال له: نِم، فبات الطالب وقد تقطع عنقه من شدة العطش والظمأ، فلما أصبح سأله الأستاذ وقال له: قبل أن أعلمك كيف ترى النبي (r) في المنام, هل رأيت الليلة شيئاً في المنام؟ قال: نعم. رأيت أمطارا تُمْطر، وأنهارا تجري، وبحاراً تسير.فقال الشيخ: صَدَقَتْ نِيتُك فصدقت رؤيتُك, أي لما اشتقت للماء رأيتها في المنام، ولو صدق شوقك ومحبتك للنبي (r) لرأيته في المنام!
    هل اشتقت الى الرسول(r)؟ قبل ان تجيب على هذا السؤال, يا حبذا لو عرفت اجابة سؤال آخر, ألا وهو, هل اشتاق الرسول اليك؟
   و الجواب: نعم, اشتاق الرسول (r) اليك و تمنى رؤيتك. ( عن أبي هريرة (t) قال: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ  (r) أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا قَالُوا أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ) ([1]) .
   و الآن بعد أن عرفت أن الرسول (r) قد اشتاق اليك قبل أن يراك فما هو جوابك ؟
     أعرفُ ان جوابك سيكون بلا شكٍ: نعم, أنا اشتقت الى الرسول (r) و أتمنى رؤيته. لكن هل فكرت يوماً بهذا السؤال: ما مدى اشتياقي الى رسول الله (r)؟ الجواب هذه المرة أصعب بعض الشيء. لكنك لو فكرت في مدى اقتدائك به و مدى فعلك لأوامره و تجنبك لنواهيه لعرفت مدى حبك و مدى اشتياقك الى رسولك الحبيب (r).
   من أراد ان يحبه الله فلا بد أن يحب رسوله و يتمسك بسنته في خُلُقه و كلامه و تعامله في شتى مجالات الحياة.
   يقول أحد الشعراء في حب الله و طاعته:

تعصى الإله وأنت تزعم حبه     ذاك لعمري في القياس بديعُ
لو كان حبك صادقاً لأطعته     إن المحب لمن أحب مطيعُ





(1) صحيح مسلم.

0 comments: