العلم يأتي بالمثابرة
سُئل أحد العلماء و هو على المنبر عن مسألة فقال: لا أدري. فقيل له: ليس المنبر موضع جهل. فقال العالم: إنما علوت بقدر علمي، و لو علوت بقدر جهلي لبلغت السماء.) لا تيأس أبداً في طلب العلم، و لا تظن انك ستحصل على مجامع العلم بين ليلة و ضحاها. ليس المهم مقدار ما تعلمت فالمهم أنك مداوم في طلب العلم و مثابر عليه. و أياك ان تظن ان طلب العلم تعب و ارهاق و ليس بمقدور كل شخص ان ينال شرف السير في هذا الطريق. فطالب العلم اذا اخلص النية نال هذا الشرف و عرف مدى حلاوة العلم و مرارة الجهل فسَعِد و أسعَد غيره.
الله عز و جل لم يخلقنا على شاكلة بقية الكائنات بل ميَزنا عنها أنه أنعم علينا بنعمة العقل، فحريّ بنا أن نستفيد منه قدر المستطاع و أن نسخره لعمارة الأرض و نشر الخير فيه فالخالق لم يخلق عقولنا لملئها بالخرافات و النكت و القصص المسلية و التراهات.
خالدا تتلألأ في سماء من يأتون بعدك. لا تكن كعابر سبيل يأتي إلى هذه الدنيا يأكل و ينام و يلعب و يلهو
و بعد ذلك يموت و يتلاشى أثره.
اقلب صفحات التأريخ و سترى العديد من الأسماء الخالدة، سترى أحمد بن حنبل و سترى الشافعي و سترى ابن رجب و ابن حجر و ابن تيمية و النووي و غيرهم. خلّد أسماءهم علمهم الذي يستفاد منه البشرية كلها. أصحاب الهمم هؤلاء كان لديهم الرغبة في النوم و اللهو و اللعب و الاستراحة لكنهم قدموا أهدافهم على رغباتهم.
الصبر و المداومة على طلب العلم من أنجح السبل التي ينال من خلالها العلم. من منا لا يملك العقل في جمجمته؟! لكننا لا نصبر و لا نداوم في استخدامه و ترويضه بالطرق المناسبة و الهادفة فالعقل يتغذى لينمو كما المعدة تتغذى لتنمو و لكن لكل منهما عالمه الخاص به فالعقل يتغذى على العلم و المعرفة و القراءة و التفكر و التدبر أما المعدة تتغذى على الأكل و الشرب كالخبز و الأرز و اللحم و الماء.
يقول الامام الشافعي في طلب العلم:
اصبِر عَلى مُرِّ الجَفَـا مِن مُعَلِّمٍ فَإِن رُسُوب العِلمِ في نَفَــراتِهِ
ومن لم يذق مُـر العلم ساعةً تجرع ذُل الجهلِ طُـول حياتِهِ
ومن فـاتهُ التعلِيمُ وقت شبابهِ فكَبِّـر عليه أربعاً لِوفاتِهِ
وذاتُ الفتى والله بالعِلمِ والتُّقى إذا لم يكونا لا اعتِبارَ لِذاتِهِ
0 comments: